أخبارك

إثيوبيا تفتح مصارف سدّ النهضة: فيضانات مفاجئة في السودان وتحذيرات مصرية

والمزاعم عن «تعليمات إسرائيلية» بلا أدلة موثوقة

شهدت الأيام الماضية ارتفاعاً حاداً في منسوب النيل الأزرق بعد أن فتحت إثيوبيا مصارف سدّ النهضة لتصريف كميات كبيرة من المياه، تزامناً مع هطول أمطار غزيرة.
وزارة الري السودانية أصدرت تحذيراً باللون الأحمر يشير إلى خطر فيضان واسع النطاق، وهو ما انعكس فعلياً على مساحات زراعية شاسعة في ولايات مختلفة.
ووفق تقارير محلية ودولية، فإن حجم التدفقات المائية ارتفع إلى مئات ملايين الأمتار المكعبة يومياً، حيث قدّرت بعض القراءات الكمية بنحو 635 مليون م³ يومياً، بينما أشارت تقديرات سودانية إلى أرقام تصل إلى 750 مليون م³ يومياً.


إجراءات مصرية استباقية

في القاهرة، اتخذت الحكومة المصرية خطوات عاجلة لتخفيف المخاطر، من بينها:

  • فتح بوابات السد العالي وخزان أسوان لاستيعاب المياه الزائدة.
  • مراجعة خطط تشغيل مفيض توشكى ومنشآت استيعاب فائض المياه.
  • متابعة يومية لمعدلات التصريف عبر محطات الرصد.

وتؤكد القاهرة أن بنيتها المائية المتطورة قادرة على التعامل مع موجات فيضان مفاجئة، وإن كان غياب التنسيق مع أديس أبابا يضاعف من حجم التحديات.


الموقف الإثيوبي الرسمي

على الجانب الآخر، أكدت الحكومة الإثيوبية عبر وكالة الأنباء الرسمية (ENA) أن سدّ النهضة مشروع تنموي وكهربائي بالأساس، ولا يستهدف الإضرار بمصر أو السودان.
كما دعت أديس أبابا إلى «التعاون بدلاً من التصعيد»، مشيرة إلى أن السدّ سيعود بالنفع على المنطقة كلها إذا جرى تشغيله ضمن اتفاقيات عادلة.


تحليلات فنية وهيدرولوجية

  • خبراء مصريون وسودانيون: فتح المصارف بشكل مفاجئ خلال ذروة الأمطار سببه مشكلات في تشغيل التوربينات أو سعة التخزين، وهو ما أدى إلى تدفقات غير منسّقة رفعت مخاطر الفيضان.
  • خبراء دوليون: يشيرون إلى أن السدّ يمكنه نظرياً تقليل مخاطر الفيضان إذا جرى التنسيق، لكن غياب اتفاقية تشغيل ملزمة يترك المجال مفتوحاً لمفاجآت هيدرولوجية خطيرة.

المزاعم حول «التدخل الإسرائيلي»

انتشرت على منصات التواصل مزاعم عن أن فتح بوابات سدّ النهضة تم «بتعليمات إسرائيلية» عقاباً لمصر بسبب مواقفها السياسية من القضية الفلسطينية.
غير أن البحث في المصادر الموثوقة يظهر الآتي:

  • بالفعل هناك علاقات دبلوماسية وعسكرية متنامية بين إسرائيل وإثيوبيا (زيارات رسمية، تعاون أمني).
  • لكن لا يوجد أي دليل رسمي أو تقرير استقصائي موثوق يثبت أن قرار تشغيل بوابات السدّ جاء بتوجيه مباشر من تل أبيب.
  • وعليه، يندرج هذا الادعاء حتى اللحظة في خانة التكهنات غير المثبتة التي تحتاج إلى أدلة قوية قبل التعامل معها كحقائق.

الخلاصة

  • الحدث المثبت: فتح إثيوبيا لمصارف سدّ النهضة أدى إلى فيضانات في السودان، وإجراءات احترازية مصرية عاجلة.
  • الموقف الرسمي: إثيوبيا تنفي النية للإضرار وتؤكد البعد التنموي.
  • التحليل الفني: الفيضانات نتيجة تصريف غير منسّق أثناء الأمطار الغزيرة.
  • المزاعم الإسرائيلية:  وجود تعاون إثيوبي-إسرائيلي في عدة مجالات.

 

bnokalkma

نركز على كل ما يساعدك في بناء قرارك الاقتصادي مع الاضطلاع على المستجدات العالمية والمتغيرات الداخلية. وتدعيم ذلك بمجموعة من اراء الخبراء والمتخصصين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى