“رغم تضرر المحاصيل”.. أستراليا تتجه لتحقيق إنتاج قياسي من القمح

تستعد أستراليا، وهي واحدة من أكبر مصدري القمح في العالم، لحصاد محصول قياسي آخر هذا الموسم حتى مع تسبب الأمطار الغزيرة في الإضرار بالمحاصيل في الولايات الشرقية، وفقاً لما ذكرته هيئة الأرصاد الحكومية.
وتوقع المكتب الأسترالي لاقتصاديات الزراعة والموارد أن يجمع المزارعون 36.6 مليون طن في 2022-2023، وهي قفزة بنسبة 14% تقريباً عن تقديراته في سبتمبر، مدفوعة بأمطار الربيع التي ساعدت مناطق في غرب أستراليا وجنوب أستراليا.
كما تمثل تلك الأرقام زيادة بنسبة 1% عن أعلى مستوى سابق بلغته على الإطلاق خلال الموسم الماضي.
ويقدر إنتاج الكانولا بنحو 7.3 مليون طن، وهو أعلى مستوى يصل إليه على الإطلاق، متجاوزاً الموسم الماضي بنسبة 4%.
وساعد إنتاج المزيد من القمح في أستراليا، والإمدادات الروسية الوفيرة وتجديد الاتفاق لعبور الصادرات الأوكرانية عبر البحر الأسود، في دفع العقود الآجلة القياسية في شيكاغو إلى أدنى مستوى في يوم منذ أكتوبر من العام الماضي، حيث هبطت الأسعار بنحو 45% من مستوى قياسي مرتفع في مارس، مما هدأ المخاوف بشأن تضخم الغذاء العالمي والأمن.
ومع ذلك، لا تزال المخزونات العالمية تشهد شحاً في الامدادات.
وقال المكتب إن ضغط الإمدادات قد يستمر لبعض الوقت حتى عندما تهدأ ظاهرة “لا نينا” المناخية، حيث سيستغرق الأمر أكثر من موسم لتجديد المخزونات.
وأشار المكتب إلى أن توقعات الإنتاج الوفير في أستراليا لن تُختبر بالتساوي، كما أدت الفيضانات واسعة النطاق في الولايات الشرقية إلى صورة مختلطة للمزارعين الذين يتكبدون خسائر كبيرة في المحاصيل والآلات الغارقة بالمياه والطرق المتضررة التي تعيق الحصاد.
وتشير التقديرات إلى أن ترك المحاصيل في الولايات الشرقية بسبب الفيضانات وهطول الأمطار الغزيرة خلال فصل الربيع يقدر بنحو 16% من المساحة المزروعة في نيو ساوث ويلز و7% في فيكتوريا و5% في كوينزلاند، وفقاً لما ذكره خبير الأرصاد.
وقال جاريد غرينفيل، المدير التنفيذي للمكتب الأسترالي لاقتصاديات الزراعة والموارد: “لا يزال هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن تحسن حصاد المحاصيل الشتوية وجودة الحبوب في نيو ساوث ويلز وفيكتوريا نظراً لاستمرار هطول الأمطار الغزيرة، مما قد يؤدي إلى تراجع قيمة الإنتاج”، مُشيراً إلى استمرار الحصاد بشكل جيد خلال فصل الصيف.
ومن المتوقع أن تصل الصادرات الزراعية للبلاد إلى مستوى قياسي يتجاوز 72 مليار دولار أسترالي (49 مليار دولار أميركي) في 2022-2023.
ومن المتوقع أيضا أن يرتفع سعر تصدير القمح (الأسترالي الأبيض الممتاز) بنسبة 11% في عامي 2022-2023، بمتوسط 546 دولاراً أسترالياً للطن.
وأظهرت التوقعات المناخية من نوفمبر 2022 إلى يناير 2023 لعدد من المناطق الرئيسية المنتجة للحبوب والبذور الزيتية في العالم “متوسطاً أقل من متوسط هطول الأمطار” مدفوعاً جزئياً بظاهرة لا نينا.
ومن المتوقع أن يرتفع الإنتاج العالمي من القمح بشكلٍ طفيف في 2022-2023 ليسجل بذلك مستوى قياسياً مدفوعاً بارتفاع الإنتاج في كندا وكازاخستان وروسيا.
ومع ذلك، يرى المكتب استمرار شح الإمدادات في الأسواق العالمية للقمح الصلب عالي البروتين نتيجة موجات الجفاف التي تضرب الولايات المتحدة.
وهناك توقعات ببقاء الاستهلاك العالمي للقمح مرتفعاً.
ومن المتوقع أن يرتفع إنتاج الكانولا العالمي بنسبة 14% ليصل إلى 84 مليون طن في 2022-23، مدفوعاً بانتعاش الغلة في كندا التي تعتبر أكبر منتج للكانولا.